12. ديسمبر 2024

لمحة ختامية حول عام 2024: دوافع الهروب: دعم متحرّري الجنس – اللاجئون متحرّرو الجنس في ألمانيا – التحديات والآمال

مع اقتراب عام 2024 من نهايته، نستعرض عامًا مليئًا بالتحديات والإنجازات والتفاني الكبير.

كان هذا العام بالنسبة لفريق “دوافع الهروب: دعم متحرّري الجنس – اللاجئون متحرّرو الجنس في ألمانيا” محطة اختبار وتحدي وتشجيع في آنٍ واحد – عامًا يعكس ما حقّقناه من تقدّم، ولكنه يُبرز أيضًا الطريق الطويل الذي ما زال علينا قطعه.

اتحادنا سر قوتنا في أحلك الظروف

قدّمنا خلال هذا العام (وتحديدًا حتى 5 ديسمبر 2024، تمام الساعة 12:00 ظهرًا) الاستشارات والدعم لما يزيد عن 1,070 شخصًا ضمن ألمانيا وخارجها، إذ تُبرز كل حالة من هذه الحالات مدى الأهمية المُلحّة لعملنا. سواء كان الأمر يتعلّق بتقديم المشورة والتوجيه نحو الخدمات والجهات المناسبة، أو التدريب عبر الإنترنت أو ورش العمل التوعوية، فإنّ مهمّتنا في تمكين اللاجئين مُتحرّري الجنس أصبحت أكثر أهمية اليوم من أي وقتٍ مضى.

إذ ركّزنا جزءًا كبيرًا من عملنا خلال عام 2024 على تعزيز الوعي وتقديم التدريب المتقدّم للجهات الفاعلة الرئيسية، فقمنا بتدريب موظفين فيما يزيد عن 20 بلدية في جميع أنحاء ألمانيا لرفع مستوى وعيهم باحتياجات اللاجئين مُتحرّري الجنس المُتخصّصة. كما قدّمنا ما يزيد عن 10 ورش عمل عبر الإنترنت لمُدرّبي دورات الاندماج تحت شعار “مرحبًا بالتنوع”. يكمن هدف هذه الدورات في تعزيز وعي المشاركين بالتنوّع الجنسي والجندري من ناحية، مع تمكين المهاجرين مُتحرّري الجنس من ناحية أخرى، وتُعدّ هذه الدورات التدريبية عنصرًا أساسيًا لتعزيز الانفتاح والقبول في إطار عملية الاندماج.

كما كان التدريب الموجّه للمترجمين الفوريين ذا أهمية خاصّة أيضًا، إذ يلعب المترجمون الفوريون دورًا حاسمًا في إجراءات اللجوء، حيث يتعيّن على اللاجئين مُتحرّري الجنس شرح أسباب حاجتهم للحماية أمام المحكمة. فأي سلوك يفتقر إلى مراعاة مشاعر الأفراد وظروفهم أو معادٍ تجاه مجتمع الميم ومتحرّري الجنس من قِبَل المترجمين قد يدفع الأفراد المعنيين إلى إخفاء هويتهم، ممّا قد يُلحق ضررًا كبيرًا بإجراءات اللجوء ويؤدي إلى قراراتٍ خاطئة قد تكون ذات عواقب وخيمة.

التضامن نحو التطوير

إلى جانب تقديم الدورات التدريبية وإعداد المواد التوعوية، يواصل فريقنا نشاطه في بناء شبكاتٍ من العلاقات المهنية: فقد أقمنا شراكاتٍ مع خبراء آخرين من خلال المشاركة في 23 مؤتمرًا واجتماعًا للتبادل المعرفي على المستويين الوطني والدولي، إذ يُسهم تبادل الأفكار مع الزملاء في توسيع معارفنا على نحوٍ مستمر وتحسين جودة وكفاءة خدماتنا بشكلٍ أكبر.

عام ملؤه التحديات عالميًا ومحليًا

ما زالت الأوضاع الدولية لمجتمع الميم الموسّع +LGBTIQ+Q تبعث على القلق، فمن الاضطهاد الذي يواجهه الأفراد في دول مثل روسيا وأوغندا وإيران ونيجيريا وما يزيد عن 60 دولة أخرى، إلى العقبات التي تواجه اللاجئين من متحرّري الجنس ضمن أنظمة اللجوء الأوروبية، يتضح أنّ الحاجة إلى التضامن والدعم أصبحت أكثر إلحاحًا. كما ترك تقليص نطاق برنامج القبول الفيدرالي للاجئين من أفغانستان أثره الكبير علينا – ولكن ومع كل طلب جديد يُقدّمه إلينا المتضرّرون ممّن نعجز عن تقديم استجابة كافية لهم، يتزايد إصرارنا على مواصلة النضال نحو إيجاد حلول عادلة وإنسانية.

وحتى على المستوى الوطني، لا تزال هناك حالة واضحة من الغموض وعدم الاستقرار، فالاضطرابات السياسية وحالة عدم اليقين التي تكتنف مستقبل تمويل المشروع يضعان أمامنا تحدياتٍ تفوق بكثير مهامنا الروتينية اليومية. وفي الوقت ذاته، تتزايد مظاهر رهاب مجتمع الميم والكراهية والمعاداة للحركات النسوية والتعصّب في بعض أوساط المجتمع. ورغم أنّ هذه التطورات تبعث على القلق، فإنّنا عازمون على عدم السماح لها بإحباط عزيمتنا أو تعطيل مساعينا.

شكرًا لكل من يقف إلى جانبنا

لعلّ الدافع الرئيسي الذي يمنحنا الشجاعة رغم كل المصاعب هو الأشخاص والمنظمات التي تعمل معنا.

ومن هنا نتقدّم بشكرٍ خاص للمتطوعين والنشطاء الذين لا يُحصى عددهم، والذين يكافحون يوميًا كجنودٍ مجهولين ويعرّضون سلامتهم الشخصية للخطر أحيانًا. أنتم السبب الذي يجعلنا نبقى مفعمين بالأمل رغم جميع العقبات.

نظرتنا نحو المستقبل

لا شكّ بأنّ عام 2025 لن يكون سهلًا بدوره، ولكنّنا نستقبله بيقينٍ بأنّنا لسنا وحدنا في هذه الرحلة، وبأنّ كل دورة تدريبية وكل نصيحة تُقدّم وكل دعم بسيط يمكنه أن يُحدث فرقًا جوهريًا في حياة شخص ما – وكل خطوة من هذه الخطوات تقرّبنا من عالمٍ أكثر عدلًا وإنسانية.

لنواصل التعبير عن آرائنا والدفاع عن التنوّع والتضامن، والعمل معًا لبناء مجتمع يتيح للجميع فرصة عيش حياة كريمة وقائمة على الاختيار الحر.